بذلت السلطات الرسمية و الدبلوماسية الجزائرية مجهودات جمة تستحق الذكر و الشكر ،فبعد أسابيع قليلة من تولي الرئيس الحالي زمام الحكم رفقة طاقمه الحكومي اصطدم العالم بأسره و بما فيه الجزائر بأقوى وباء فيروسي في العصر الحديث و الذي هو معروف اليوم لدى العام و الخاص بإسم فيروس كورونا المستجد، فوجد العلم و العلم أنفسهم في مواجهة المجهول و خسروا عدة معارك ضد الفيروس الذي ستقضي عليه الأبحاث العلمية لا محالة بإذن الله.
كان خيار الحجر الصحي من أنجع الحلول العلمية و وقف الطائرات و غلق الحدود الدولية أول الحلول المقترحة من منظمة الصحة العالمية و دون سابق إنذار شرعت العديد من الدول في تطبيق الإجراء لتظهر معه أزمة العالقين في الخارج ،القليل من الدول بادرت لإجلاء رعاياها ومن أهمها الجزائر، حيث صنعت الطائرات الجزائرية الاستثناء بمواصلة تحليقها في كبرى الدول و المطارات العالمية حيث قيل في فترة أنه لم تبقى في السماء في زمن الجائحة إلى الطائرات الجزائرية ، ومع كل نشرة تنقل لنا صور الجزائرين العالقين في دولة ما ،و في كل عنوان لصحيفة تقرأ عن الفرحة التي صاحبت عودة العالقين، أما مواقع التواصل الاجتماعي فعجت بصور المتكفل بهم كليا على عاتق الدولة ،منذ عودة اول طائرة من” أوهان” الصينية و النشاط الدبلوماسي و السياسي للخارجية الجزائرية قائم تحت شعار سنعيد كل الجزائريين لأرض الوطن حتى لو كلفنا هذا كل أموال الوطن.
تزايد عمر الأزمة وتزايدت معه قرارات الدولة المنظمة و المسيرة للأزمة،العديد من القرارات التي تميزت بالتذبذب و التعقيد أحيانا و المتناقضة في أحيان أخرى، خلقت نوعا من الارتباك الاجتماعي و الاقتصادي في الوطن، فالجزائري الذي لا يراقب وسائل الإعلام ليوم واحد و بتركيز شديد في القرارات سيجد نفسه و في اليوم الموالي تحت طائلة المساءلة القانونية بسبب وجوده في المكان او الزمان الخاطئ مخالفا لآخر التعليمات التنظيمية .
ضعف بعض القطاعات الحكومية و الخاصة في الجزائر شكل لنا أزمة جزائريين عالقيين في الجزائر، فعمال الشركات الخاصة و المناولة و حتى بعض الشركات الوطنية يعانون في صمت وهم عالقون بعيدا عن العائلة في عز الأزمة و أخص بالذكر عمال الجنوب الكبير، و الكثير من بسطاء الجيش الوطني الشعبي المرابطون في مراكزهم يقاربون على إتمام سداسي السنة بدون عطل .
الكثير من البسطاء عالقون في أزمة لقمة العيش و هم البطالون لشهور عديدة، و إشكالهم الكبير في الركود الاقتصادي و التجاري أكثر من خوفهم من الكورونا فقد تجاوزا الخوف إلى الجوع.
الكثير من الطلبة عالقون مع مذكراتهم في ولاياتهم و لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات، و آخرون أتموا المهمة ولم يتمكنوا من العودة للديار، الأحياء الجامعية مغلقة و الفنادق مغلقة و النقل الجامعي و الجماعي موقف ،بالمختصر الطلبة أيضا عالقون.
و أخبركم عن حال تلك المسنة و التي لم تتمكن من الانتقال لطبيبها المختص المراقب في هذه الأيام في ولاية مجاورة بسبب آخر إجراءات الحجر الصحي في البلد، وحتى الأطباء و الممرضين رجال الجبهة الأولى في مواجهة الأزمة فيهم من يواجه صعوبة التنقل بين الولايات و حتى بين البلديات.
حال شريحة عريضة من الجزائريين هي صورة مماثلة أقرب لصور العالقين خارج أرض الوطن
كورونا أزمة صحية ألقت بكل ثقلها على الجانب الاجتماعي للجزائرين وأخص بالذكر الطبقة المتوسطة و الهشة و انهكت ارواح الجميع في صورة عنوانها
إشترك ليصلك إشعار بمجرد مايتم نشر أخبار جديدة في هذا القسم