البيان نيوز- انتقل اليوم إلى الرّفيق الأعلى أحد آخر عضوين من أعضاء مجموعة 22 الّتي حضّرت للثّورة التّحريريّة، وانبثقت منها لجنة الخمسة + 1 + 3 الّتي فجّرت الثّورة التّحريريّة الكبرى في الفاتح من نوفمبر 1954، المجاهد البطل عبد القادر العمودي.
الفقيد من مواليد سنة 1925 بمدينة وادي سوف في الجنوب الشّرقيّ الجزائريّ، تلقّى تعليمه الأوّل في كتاتيب مسقط رأسه،ثم انتقل رفقة جدّه لمواصلة الدّراسة إلى مدينة بسكرة أين تلقّى التّعليم باللّغة الفرنسيّة، واشتغل في نهاية الثّلاثينات في إحدى الثّكنات العسكريّة كاتبًا إداريًّا، فمكّنه ذلك من التّعرّف عن قرب عن الجور والقهر الّذي كان يعاني منه أبناء وطنه على يد غلاة الاحتلال الفرنسيّ، ذلك ما حفّزه للانضمام إلى النّشاط السّياسيّ الذي كان يؤطّره حزب الشّعب آنذاك في المنطقة حيث انخرط في صفوفه، كما ساهم في النّشاط الإصلاحي الذي بدأ ينتشر في مدينة وادي سوف والمناطق المجاورة لها، وبعد تأسيس المنظّمة السرية الخاصّة L’OS، كان أحد النّاشطين بها رفقة بوضياف وبن بولعيد وبن مهيدي.. وقد كانت له مساهمة فعّالة في عمليّة شراء الأسلحة(وهي من مُخلّفات معارك الحرب العالمية الثانية) من وادي سوف، وتحضير عمليّة نقلها بطريقة سرّية إلى زريبة حامد، ومنها إلى الأوراس بالتّنسيق مع الشّهيد مصطفى بن بولعيد الّذي كان يشرف على المنظّمة السّرية بالأوراس النّمامشة. وكان قرب الفقيد من محمد بوضياف _عندما كان يشرف على المنظّمة في الشّرق الجزائريّ_ قد مكّنه من أن يكون أحد المدعوّين إلى اجتماع لجنة الاثنين والعشرين، بمنزل إلياس دريش يوم 25 جوان 1954 بكولو صالومبي (المدنية) حاليّا بالعاصمة.
أمّا أثناء الثّورة التّحريرية، فقد مارس العمودي العمل الثّوري السّياسي والعسكريّ في العاصمة وغيرها من مناطق الوطن..
وإن اختفى العمودي عن النّشاط بعد الاستقلال لا سيما في المدّة الأخيرة، لكنّ اسمه سيبقى خالدًا في قائمة الشّباب الّذين صنعوا تاريخ الجزائر المعاصر.
وبهذه المناسبة الحزينة، فإنّ أسرة “البيان نيوز” ومؤسّسة “نقطة بوك للنّشر والتّوزيع” تنعي فقيد هذا الوطن، وتتمنّى من اللّه أن يلهم أهله الصّبر والسّلوان.
المصدر: البيان نيوز
إشترك ليصلك إشعار بمجرد مايتم نشر أخبار جديدة في هذا القسم