البيان نيوز- جاء شهر رمضان المبارك هذا العام ضيفاً ثقيلاً على سكان قطاع غزة، في ظل انتشار وباء كورونا المستجد، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عقد من الزمن. فيروس “كورونا” فاقم من معاناة الغزيين المعيشية والاقتصادية بعد انضمام 45 ألف عامل الى جيش البطالة أغلقت أماكن عملهم قسراً جرّاء الجائحة.
في هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي ماهر الطبّاع:
” عمّقت “كورونا” الأزمات الاقتصادية في قطاع غزة، نتيجة توقف العجلة الاقتصادية ولإنتاجية في بعض الأنشطة وانخفاضها بنسب متفاوتة في أنشطة أخرى، ما أدى لارتفاع معدلات البطالة والفقر.”
وتابع لـ “البيان نيوز،” إن ما يزيد عن 45 الف عامل فقدوا أعمالهم بسبب “كورونا”، إضافة إلى الخسائر الفادحة التي سوف يتكبدها أصحاب المنشآت الاقتصادية المغلقة. ومنذ بدء اتخاذ التدابير الاحترازية للحد من “كورونا” في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 13 عاماً، أغلقت المنشآت السياحية من مطاعم وفنادق واستراحات ابوابها. القطاع السياحي من أكبر القطاعات المتضررة، وبلغت نسبة توقفه 100% يقول الطباع، مشيرا الى إلى إغلاق المنشآت السياحية مثل المطاعم وقاعات المؤتمرات وورش العمل، وصالات وقاعات الأفراح إلى جانب إلغاء جميع الحجوزات، بالإضافة إلى إغلاق شركات السياحة والسفر وشركات الحج والعمرة ، ما أدى إلى تضرر العاملين في هذا القطاع الحيوي. ويبلغ عدد العاملين في الانشطة ذات العلاقة بالقطاع السياحي في قطاع غزة نحو 8,700 شخص. وأكد الطباع، أن “رمضان” يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل المواطنين، حيث تزداد الاحتياجات وتتضاعف المصاريف في هذا الشهر الكريم من خلال الموائد الرمضانية المختلفة، والتزاماتهم من النواحي الاجتماعية و العائلية. المظاهر الرمضانية التي تضيف البهجة الى قلوب الغزيين خاصة الأطفال غابت هذا العام، وخاصة الصلوات في المساجد المغلقة، اضافة الى عدم مقدرة الكثير من الآباء على تلبية احتياجات أسرهم خلال الشهر. ميسورو الحال استطاعوا قدر الامكان ادخال الفرحة الى قلوب أطفالهم من خلال شراء “فوانيس” رمضان وبعض الزينة المضيئة التي عرضها اصحاب المحال بطرق مختلفة لجلب الزبائن.
سامي غبن (45 عاماً) من سكان مدينة غزة، لم يتمكن من شراء “فانوس” رمضاني لطفله لعدم امتلاكه المال، لافتا الى أنه عاطل عن العمل منذ سنوات. وأعرب غبن لـ “البيان نيوز” عن حزنه الشديد لعدم قدرته على اسعاد طفله كباقي الأطفال، منوها الى أنه يعتمد على المساعدات المقدمة من أهل الخير والجمعيات الانسانية.
ويرى اقتصاديون ومراقبون، أن القدرة الشرائية انخفضت الى النصف بسبب عدم وجود السيولة النقدية لدى المواطنين، والكثير من المحال التجارية أغلقت أبوابها وتكبد أصحابها خسائر فادحة. وتتجاوز معدلات البطالة في قطاع غزة 50% ، وبلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من ربع مليون عاطل كما يقول الخبير الاقتصادي الطباع. وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في الشريط الساحلي تعتبر الأعلى عالميا. كما ارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب والخريجين في الفئة العمرية من (20-29 سنة) الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس الى أكثر من 69% ، علاوة على ارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى 53%، فيما بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر 68%، و 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية. وشدد الطبّاع على أن الكثير من القطاعات الصناعية والانتاجية الأخرى تضررت جرّاء فايروس “كورونا” وفقد الآلاف من العاملين فيها مصادر رزقهم.
المصدر: البيان نيوز
إشترك ليصلك إشعار بمجرد مايتم نشر أخبار جديدة في هذا القسم