البيان نيوز- في زمن أصبحت فيه حاجتنا الى الانترنت أكثر أهمية من تلبية الحاجات البيولوجية، ونقدمها عليها، ففي دراسة أخيرة وجدوا ان المواطن الحالي العادي المستخدم لشبكة الانترنت للتصفح ..الخ، انه يمكن ان يدفع حق اشتراكه ولا يذهب الى الطبيب اذا ما توافقت مرضه مع انتهاء بطاقة اشتراكه، وبمعنى آخر أصبحنا عبيد التكنولوجيا سواء بطريقة مباشرة او بالسوط.
وفي ظل هذا الاستعمال الهائل، وخاصة مانراه في دولة مثل دولتنا الجزائر، فقد أصبح وفي ضرف قياسي معظم شعبها يستثنى منهم قلة من الشيوخ وكبار السن والرضع فقط من لا يستعملون او لايملكون حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد كل هذا الكم المتواجد داخل هذه الشبكة، حيث ستتغير المصطلحات والاهتمامات والمكانة الاجتماعية والقيم والمبادئ الى أشياء مخلوقة من سراب، كالاهتمام بالمظهر الخارجي، والصور و عدد المشاهدات والاعجابات والسبق الى الخبر، السرقات العلمية من دون ذكر المصدر، انتشار الاخبار الكاذبة، ظاهرة النسخ واللصق، التنافس في مضمار وهمي، الابتزاز، الانحلال الاخلاقي، واكثر ما يخيف من العواصف ان التفاهة من كانت لها الغلبة وغنيمة الحرب، لانلوم الزمن والعيب فينا، فمن رغم السلبيات هناك الكثير من الايجايبات والتسهيلات التي قدمتها بدورها هذه الشبكة كما يعلم الجميع.
والجدير بالذكر، فقد اشتكى الكثير من الرواد والذين أصبحوا يشكلون الرأي العام داخل هذا الفضاء، منهم أساتذة وفنانين ودكاترة ومثقفين ورياضيين واعلاميين الخ، والذين تناولوا حملة بشعار ” لاتجعلوا من الحمقى مشاهير “، ففي ظل السلبيات والايجابيات التي نعرفها ظهرت مجموعة أخرى وهي التي استفحلت على كل هذه المواقع وحصدت الكثير من عدد المشاهدات مما مكنها من الخروج الى الحقيقة والحصول على فرص عمل ليس في مجال تخصصهم سواء التعليمي اوالمهني، فقط لانهم يملكون متابعين لكن من دون محتوى، اي ما يقدمونه لا يرتقي الى أي مستوى يحترم فيه عقل المشاهد، فقد بات اليوتبرز مهنة ما لا مهنة له، واذا ما انتقدته صرح في منشور ان اعداء النجاح كثر، حيث اتى غضب الرواد على هذه الظاهرة التي انكرت قيمة الطبقة المثقفة وهي التي تستحق الدعم لا في الحياة الواقعية او الافتراضية، كما طلبوا من وضع لجنة مراقبة لمثل هذه الاشياء اوايجاد حل لايقاف هذه الخزعبلات التي تكاد تسيطر على هذا المتنفس.
وكما رأينا في الكثير من الفيديوهات،على موقع اليوتيب، ان نسبة المشاهدات العالية تسحقها فيديوهات الفضائح وكيفية وضع المكياج، والتحديات. لتبقى في المرتبة الاخيرة فيديوهات التوعية والتثقيف الخ، وهذا يعد من الاسباب الرئيسية التي تضعف من معنوية القائم بهذا الفيدي. فلمن يضع طبخته الساخنة؟ هل لاناس ذوي قلوب باردة.
وفي الاخير، يطرح السؤال نفسه مستغربا: هل حقا الناس باتت من عشاق التافهة الالكترونية؟
إشترك ليصلك إشعار بمجرد مايتم نشر أخبار جديدة في هذا القسم